زاوية ثالثة.. افتتاحية حلم

في ذكرى ثورة يناير، نبدأ زاوية ثالثة؛ ليست الأولى التي تؤيد، ولا الثانية التي تعارض، بل هي الثالثة التي تتقصى وتحاول أن تفهم معكم ما يحدث حولنا وكيف ولماذا يحدث. لن ننشر أخبارًا عاجلة، سنحاول أن نتقصى ونحلل المعلومات في بيئة يصعب فيها التقصي.

مشروعنا يؤمن بأن الصحافة يجب أن تكون حرة غير تابعة، وأن حرية الصحافة حق لمن يعمل بها ولمن يقرأها، لذا نحاول أن نمنح حرية الصحافة متنفسًا من هذه الزاوية.

ألهمتنا الثورة أن التغيير ليس مستحيلًا، وفي مشروعنا الصغير لدينا حلم بتغيير النمط الصحفي السائد، فنحن نؤمن أن للصحفي رسالة، لا غنى عنها، لا يمكن أن تعوضها فيديوهات البث المباشر على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إنها رسالة لا تتبع “الترند” فتتحول إلى صحافة بلا هدف.

الصحافة من هذه الزاوية ستخبر الناس بما يجب عليهم معرفته، لا بما يريدون معرفته، ستكشف عن ما يفعله المسؤول خلف الأبواب، لا عما يقوله أمام شاشات التلفاز.

نحن نؤمن بأن حلمنا في التغيير الصحفي ليس مستحيلًا، تمامًا كما أثبتت ثورة يناير أن إزالة مبارك من رأس السلطة لم تكن مستحيلة، إنها كانت حلمًا ينقصه خطوة، ونحن اتخذنا تلك الخطوة.

حلمنا هو استمرار السرد الصحفي، وهدفنا هو أن نبقى سلطة قوية للناس، وليس للسلطات.

تحركنا في عملنا مبادئ الديمقراطية، الحرية، المساواة، والشفافية. ونحن نتحدث عن الشفافية، نعلن أن إمكانياتنا المادية محدودة، وربما معدومة، زاوية ثالثة هي منصة مبنية على عمل فردي وحاليًا ينضم إليه عدد من الزملاء المتطوعين المؤمنين بنفس الحلم، على أمل أن نجد فرصة قريبة تمكننا من تحويل العمل التطوعي إلى عمل مأجور لنكمل ما بدأناه. ونظرًا لصعوبة الوضع الاقتصادي للجميع، قررنا ألا نرسل طلبات لزملائنا للانضمام إلينا، بل نترك لهم الباب مفتوحًا ليأتوا إلينا إذا آمنوا بفكرتنا.

لكن لماذا نبدأ ونحن لا نملك مالًا؟ هذا المشروع كان فكرة منذ سنوات، كنا ننتظر الدعم والتغيير في المناخ العام والسياسات المتعلقة بحرية الصحافة؛ كنا نفكر ونناقش ونجادل وننتظر. ولكن أخيرًا آمنا بأن من ينتظر الوقت المناسب والفرصة، لن يبدأ أبدًا؛ لذا قررنا اتخاذ الخطوة بكل صعوبتها وثقلها، قررنا أن نبدأ الآن، من الصفر.

تدعم خطواتنا ثقتنا في أن بلادنا العربية تتوق لصحافة حقيقية، وأن هناك ملايين يرغبون في الوصول إلى معلومات خالية من التزييف والتأثير السياسي.

وإن كانت خطواتنا غير مدعومة ماليًا، إلا أنها مدعومة بثقتنا في قدرتنا الصحفية والإبداعية، وفي قدرتنا على التعلم والتطور وقبول الانتقادات لأعمالنا.

ربما لن يكون معدل النشر كبيرًا مقارنةً بمنصات أخرى لأسباب مادية، حيث يعمل كل المساهمين في هذه المنصة على وظائف أخرى لتأمين لقمة العيش. ولكن خطتنا هي أن نكتب عن السياسة والاقتصاد والحقوق والمجموعات المهمشة والحريات وتجارب التحول الديمقراطي، وأن ننشر باللغتين العربية والإنجليزية.

ونبدأ بتغطية مصر كوننا متطلعين للتوسع في البلدان العربية المستقبلية. نعلن خطتنا لتحفيز أنفسنا على المضي قدمًا ووضع أهدافنا وتحقيقها.

أخيرًا، سنسير ببطء من هذه الزاوية، فهو خير لنا من توقفنا ووضع أقلامنا جانبًا وترك الساحة خاويةً باستثناء صحافة المال السياسي.

أضف تعليق